الشعور بالبرودة عند تناول النعناع.. حقيقة أم خيال؟

الشعور بالبرودة عند تناول النعناع.. حقيقة أم خيال؟





قم بوضع قطعة من الثلج في فمك لفترة قصيرة من الوقت وستشعر بتخدر لسانك، وإذا استمريت في وضعها لمدة أطول فستشعر بألم في فمك، ولكن إذا قمت بتناول النعناع فستشعر ببرودة فمك بالرغم من أن الجو المحيط غير بارد، يستغرب الكثيرون عند تناول النعناع من برودة الفم بالرغم من عدم انخفاض درجة الحرارة من حولهم؛ ويتسائل العديدون "ألهذا تفسير منطقي واضح؟"


يسرد لنا موقع "إيفل سينس"، السبب وراء إحساسنا بالبرودة عند تناول النعناع، حيث ذكر الموقع عن دراسة تم إجرائها أن الجهاز الحسي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمخ، حيث يقوم بنقل المعلومات للمخ والتي من خلالها يقوم المخ باتخاذ الإجراءات اللازمة، وأضاف أن النعناع يقوم بخداع المخ مما يجعلك تحس بالبرودة عقب تناوله.
وذكر أن، الجسد يحتوي على مستقبلات بروتينية والتي من شأنها الإحساس بتغير درجات الحرارة وخاصة الباردة منها، وتعد هذه المستقبلات بوابات كهربائية للاستشعار، حيث تسمح بدخول أيونات الكالسيوم والتي من شأنها الإحساس بتغير درجة الحرارة، ولم نتمكن حتى الآن من معرفة كيفية تشغيل هذه المستقبلات البروتينية.


لذا عند انخفاض درجة حرارة الجسد تقوم هذه المستقبلات بالسماح لأيونات الكالسيوم من المرور للخلايا الحسية من خلال غشاء مرتبط بالخلايا الحسية، والتي تقوم بتنبيه المخ لإنخفاض درجة الحرارة، وليس انخفاض الحرارة فقط هو ما يجعل هذه المستقبلات البروتينية تبدأ بالعمل؛ وإنما تقوم بعض المواد الكيميائية العضوية البلورية والتي تسمى المنثول والتي تتواجد في النعناع وبعض زيوت النعناع أيضًا بتحفيز هذه المستقبلات البروتينية للعمل، وبالتالي تقوم بمنحك الإحساس بالبرودة جراء تناول النعناع.
وأفاد الموقع، أنه حتى بعد ابتلاع النعناع؛ يتبقى البعض في الفم مما يجعل الجهاز الحسي مستمرًا في عمله بمنح البرودة للفم وعند تناول جرعة من المياه تقوم بتجديد نشاط الخلايا الحسية من جديد مما يشعرك ببرودة الماء في فمك؛ ولكن ليس الماء من يصبح باردًا وإنما برودة الفم هي ما تشعرك بذلك.


وفي الحقيقة يحتوي جهازنا الحسي على بروتينات مشابهة للإحساس بالحرارة المرتفعة أيضًا، حيث اكتشف العلماء وجود بروتينات أخرى تشعر بارتفاع درجة الحرارة، حيث تحتوي أنواع من النعناع على مادة "كابسيسين، والتي بدورها تنشط المستقبلات التي تشعر بارتفاع درجة الحرارة مانحة الفم احساسا بالسخونة.
ومن المعروف، أن زيوت النعناع تساعد على التخلص من الألم بسرعة، حيث أثبتت دراسات أن المنثول وبعض زيوت النعناع الأخرى تساعد في الشفاء من العديد من الأمراض كالتهاب المفاصل وآلام العضلات والعظام، ولم يتم فهم كيفية عمل هذه الزيوت في شفاء مثل هذه الأمراض، ولكن ربما تقوم بتنشيط المستقبلات البروتينية كما يفعل النعناع في الفم والتي بالتالي ستمنحك الإحساس بالبرودة والتي تقوم بتخدير الألم.


لذا عند الإحساس بألم العضلات أو العظام؛ قم بدهان المنطقة التي تؤلمك بالمنثول أو أحد زيوت النعناع والتي ستقوم بتويسع الأوعية الدموية لتساعد في ازدياد تدفق الدم في المنطقة المصابة بالألم، حيث يقوم الدم بحمل المواد الغذائية الطازجة لمعالجة هذا الجزء كما تقوم بالتخلص من المواد السامة في هذه المنطقة والتي تشعرك بالألم، وهو ما يمنحك الشفاء السريع مما يؤلمك.
كما يقوم النعناع بمعالجة الالتهابات من خلال تنشيط المستقبلات البروتينية التي تشعرك بالبرودة مخففةً سخونة الجرح أو الالتهاب، وهو نفس الدور الذي يقوم به الثلج في تخفيف الالتهابات وتهدئتها.